إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

817 ـ الفرزدق (15 ـ 114هـ) = (636 ـ 734م)

همّام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال، التميمي الدارمي، أبو فراس؛ من شعراء العصر الأموي . من أهل البصرة . نشأ في بيت شرف وسؤدد. كان شريفاً في قومه، عزيز الجانب، يحمي من يستجير بقبر أبيه، وكان أبوه من الأجواد الأشراف، وكذلك جده. وكان يعتد بآبائه اعتداداً شديداً، حتى أولئك الذين عاشوا العصر الجاهلي. وكذلك يفخر بعشيرته بني دارم وقبيلته تميم. انتهت إليه، يشاركه جرير والأخطل، زعامة الشعر في العصر الأموي. جرت بينه وبين جرير معركة هجائية، عُرفت في تاريخ الأدب العربي بالنقائض. ثقف الفرزدق نفسه بثقافة العصر، وحضر مجالس الحسن البصري، فكان شعره شديد التأثر بلغة الوعظ. وقد عُد الفرزدق أحد مصادر اللغة حتى قيل: لولا شعره لذهب ثلث اللغة. دارت أشعاره في كتب اللغة، وعلى ألسنة النحاة. كما أن شعره مصدر من مصادر كتب التاريخ لكثرة حديثه عن أيام العرب، وعن مناقبهم ومثالبهم وأنسابهم. كان الفرزدق لا ينشد بين يدي الخلفاء والأمراء إلاّ قاعداً، وأراد سليمان بن عبد الملك أن يقيمه فثارت طائفة من تميم، فأذن له بالجلوس. ومن أبياته التي صارت مضرباً للمثل والاستشهاد، قوله في الفخر :

وكنّا إذا الجّبْارُ صعّر خدّه

ضربناهُ حتى تَسْتَقِيَم الأخاِدع

وقوله يصور ندمه حين طلّق زوجه النوار

نَدِمْتُ ندامةَ الكُسَعيّ لمّـا

غَدَتْ منّي مُطَلّقةٌ نوارُ

وكانت جنّتي فخرجتُ منها

كآدمَ حين أخرجهُ الضِّرارُ

وقد نالت نقيضته اللامية، شهرة واسعة في دنيا النقائض حيث يقول

إنّ الذي سَمَكَ السماءَ بَنَي لنا

بيتاً دعائمه أَعزُّ وأطولُ

بيتاً بنـاه لنا المليكُ ومـا بنـى

حكمُ السماء فانّه لا ينقلُ

ويُقال إنه كُنيّ بالفرزدق، لجهامة وجهه وغلظه. وكانت علاقته في أول شبابه مع الولاة غير محمودة، مما اضطره إلي ترك العراق إلي المدينة المنورة، واستمرت علاقته غير المحمودة حتى آخر أيامه. وقد حبس في عهد هشام بن عبد الملك. توفي الفرزدق في بادية البصرة، وقد قارب عمره المائة.